الإنسان الصابر، ينتظر بإيمان تدخل الرب في المشاكل وحلها في الوقت المناسب. فالإيمان يقود إلى الإنتظار، وتسليم الأمر لله إلى أن يشاء الله، ويقدم الشكر مقدماً، ويحصل المؤمن على الرجاء (رو15: 4) الذي يجعله لا يتذمر، بل يشكر باستمرار، فينال ثمر صبره (لو8: 15).
+ ويؤيد هذا الكلام الأمثال الشعبية القائلة "اصبر تنول" ، "الصبر طيب"، "الصبر مفتاح الفرج".
+ والصبر دعا إليه الرب يسوع الذي كان مثالاً للصبر العملي والطويل وقال: "الذي يصبر إلى المنتهى، فهذا يخلص" (مت 10: 22)، "بصبركم اقتنوا أنفسكم" (لو21: 19).
+ وقال ميخا النبي "أصبر لإله خلاصي" (مي7: 7).
+ وقال داود النبي "انتظر الرب واصبر له" (مز37: 7)
+ وقال يشوع ابن سيراخ " انتظر بصبر ما تنتظره من الله لازمه و لا ترتدد لكي تزداد حياة في اواخرك" (سيراخ 2 : 3)
+ وقد صبر داود على حروب شاول 39 سنة، حتى مات واستراح من رذائله وحل محله.
+ وقال القديس يعقوب الرسول: "قد سمعتم بصبر ايوب ورأيتم عاقبة الرب (يع 5: 11) من استرداد ماله وعياله وصحته وسمعته وبركاته.
+ وقال القديس بولس الرسول "أنا أصبر على كل شيء" (2تي2: 10).
+ كما قال للكل: "إنكم تحتاجون إلى الصبر" (عب10: 36). وأيضاً "صابرين في الضيق" (رو12: 12) .... فهل نسمع ونطيع؟!!!
+ وامتدح فضيلة الصبر لشعب كنيسة تسالونيكي وقال: "متذكرين عمل ايمانكم، وتعب محبتكم، وصبر رجائكم في ربنا يسوع المسيح" (1تس1: 3)
+ كما امتدح تلميذيه الأسقف تيموثاوس والأسقف تيطس على صبرهما في الخدمة (2تي3: 10، تي2: 2).
+ وأكد الرسول على أن الإنسان المحب والمتضع يصبر على ضعفات الناس ملتمساً لهم العذر كبشر (1كو13).
+ وتحدث سفر الرؤيا عن صبر القديسين والشهداء، على ظلم الأشرار، واضطهاداتهم الظالمة حتى نالوا أكاليلهم في النهاية (رو5: 3)، (يع1: 3) وينبغي علينا أن نصبر مثلهم (1بط2: 20) لنكون معهم، كما قال القديس بولس "بالإيمان والأناة (الصبر) يرثون المواعيد" (عب6: 12). وأيضاً "إنكم تحتاجون إلى الصبر، حتى إذا صنعتم مشيئة الله (الصبر) تنالون المواعيد" (عب10: 36). فالله يحب ويسند الصابر الشاكر، ويغضب من المتذمر.
+ وشدد بولس الرسول على أن يكون كل الخدام – على كافة درجاتهم – صبورون في التعامل مع مرضى الروح (الخطاة) (1تي6: 11). وأن يرتضوا باحتمال الآلام والمشاكل بصبر وشكر (2كو6: 4، 12: 12) حتى تعبر.
+ ويمتليء الكتاب المقدس بنماذج رائعة من الصابرين الشاكرين المنتظرين لوعود الله مهما طال الزمن. مثل أيوب الصديق (يع5: 11) وسمعان الشيخ (لو2: 25) وبولس الرسول ...... وغيرهم كثيرين. فهل نكون مثلهم؟! أم نتذمر ونتعب نفسياً وروحياً وبدنياً؟
+ وما أكثر أضرار عدم الإحتمال الناتج من عدم فهم الطبيعة البشرية الضعيفة وعدم اللجوء إلى الوسائط الروحية الفعالة لتهدئة الأعصاب (غل5: 22-23)
+ وعلينا جميعاً أن الصبر – كما هو معروف- مُر. ولكن نهايته راحة وفرح، بينما نفاذ الصبر، وعدم الإحتمال، مدعاة لغضب الله، ومجلب لأمراض كثيرة نفسية وعصبية وبدنية، واسأل عديمي الصبر، وما أصابهم من عدم احتمالهم وتذمرهم وغضبهم الأحمق .. وتذكر قول يعقوب الرسول: "ها نحن نطوب الصابرين، قد سمعتم بصبر أيوب، ورأيتم عاقبة الرب" (يع5: 11).
فأصبر واشكر وانتظر فرج الرب، الذي سوف يأتي في الوقت المناسب.
+ ويجب أن نعلم أن طول البال، من ثمار الروح القدس (غل5: 22)، وليتنا نسرع بالإرتباط بوسائط النعمة لننال فضيلة الصبر والإحتمال