كان هناك قرد يتمشي فى الغابة كل يوم وكان يأكل الفول السودانى والموز ولكن كان دائما يؤرقه أنه يعاني من الحشرات التى تنغص عليه حياته ..
كان دائما ما يجلس مع قرد آخر مثله وينقوا بعضهم البعض من الحشرات..
وكل واحد منهم يهرش للثاني ظهره
قال القرد لصاحبه لماذا أنا قرد أعيش على الأرض والحشرات تزعجنى والتراب يلتصق بجلدي والحيوانات المفترسة تطاردني..
لماذا أنا لست نسرا أطير فى الهواء بعيدا عن الحشرات والتراب والوحوش أرتفع فوق الأشجار وفوق الأرض وأحلق عاليا فى السماء لقد كرهت حياتى كقرد !!
وقرر القرد فى أحد الأيام أن يصبح من هذه اللحظة نسرا محلقا فى الهواء وكان كل من يقابله ويقول له أهلا ياقرد يقول له عفوا أنا نسر ..
إستمر على هذا الحال يوما أو يومان وكانت الحيوانات الأخري تضحك عليه وتقول عنه أنه مجنون يا قرد
وكانوا دائما يقولون له شكلك قرد و طعامك طعام قرد وكذلك لست تطير مثل النسور ..
ذهب القرد المسكين يبحث عن ريش متساقط من النسور ولصقه على جلده وراح أيضاً يحاول أن يأكل اللحوم كالنسور .. ولكن كلما كان ياكل من تلك الحوم كانت بطنه تؤلمه جدا
ضحكت كل الحيوانات عليه وقالوله شكلك قرد لكن يمكننا التغاضي عن ذلك و لكن تطير كيف و أنت عندك فقط القليل من الريش الملصق علي شعرك
حاول أن يقنعهم كثيرا أنه نسر ..وأخذ يقفز عاليا على الأشجار و يحاول أن يوهم الحيوانات أنه يطير لكن طبعا الكل ضحك عليه وقالوا له :حتى رائحتك مازالت رائحة قرد ولا يمكن أن تتزوج أنثي النسر ولاتبيض زوجتك بيضاً مثل أنثي النسر ..
قال القرد لنفسه أنا سوف انساهم وساعيش مع نفسي أنا نسر محلق فى الهواء
وحتى أن لم يصدقنى أحداً .. أنا أومن بنفسي
حاول كثيرا ًأن يقنع نفسه!! لكن حتى نفسه لم يستطع أن يقنعها!!
جلس باكيا على شجرة عالية ويقول لنفسه كنت أتنمى أن أكون نسراً لكن ليس هناك فائدة
وبدأ يخلع الريش الملصق عليه ويرميه على الأرض ويقول أنا قرد لا محالة.. أنا قرد أنا قرد
وأخذ يبكى بشدة
فجأة أحس بيد على كتفه فحول نظره فوجد شخص هادئ جدا عينيه مملوءة بالحب وقال له حان الوقت ياقرد القرود أن تبقى نسراً بالحقيقية مادمت إقتنعت إنك لا يمكن أن تبقى نسراً من نفسك هكذا .. أنا سوف أصنع معجزة لك وأحولك إلى نسر حقيقي..
عندي شرط واحد
هل تؤمن أننى أستطيع أن أحولك إلي نسر
نظر القرد إليه ووجد في وجهه وفى نظرات عينيه القدرة والصدق والحب فقال له أومن
مد الرجل يده ولمس القرد وفى الحال تحولت يديه إلي أجنحة ورجليه إلي مخالب وفمه إلي منقار وغطي الريش كل جسمه
بدأ يحرك جناحية ويضرب الهواء وجد نفسه إرتفع فى الهواء
ألقي بنفسه عند أقدام الرجل وأحنى رأسه وفرد جناحيه وقال له ماذا أرد لك؟
ماذا أستطيع أن أفعل لكي أعبر عن شكري؟
قال له الرجل كل ما أريده منك هو أن تعيش بحسب الطبيعة الجديدة التى أعطيتها لك
قال له القرد سأفعل بكل تأكيد وسأظل طول عمري أذكر فضلك هذا علي
وأخذ القرد أو النسر بعد ذلك يتعلم حياة النسور التى لم يكن يجيدها على الإطلاق
وأخذ وقتا فى تعلم الطيران وتعلم إصطياد الفريسة لكنه أتقن هذه الأمور بعد فترة من الوقت ..وكان فى بعض الأحيان يميل لشجرة وموز وفول سوداني لكنه كان يرجع ويقول لنفسه كيف لنسر مثلي أن يعيش كالقرود وكان يرجع لحياة النسور فى فرح يحلق عاليا فى السماء
والسؤال الآن
هل يستطيع هذا النسر أن يعود قرد مرة أخري
مهما فعل من قفز على الأشجار وأكل للفول السوداني لن يستطيع أن يصير قردا مرة أخري
ولن يستريح لحياة القرود مهما حاول بعد ذلك
كذلك الخاطي الذي عاد لله وولد من جديد
صنع الله بداخلة معجزة
أعطاه الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله فى البر وقداسة الحق
ولن يستطيع أن يجعل هذه الطبيعة الجديدة أن تتحول لطبيعة عتيقة مرة أخري
فلنسلك كما يحق للدعوة التى دعينا بها أفس 4 : 1
ولنعش كما يحق لإنجيل المسيح في 1 : 27
ولنسلك كما يحق للرب كو 1 : 1
[b]