خناءة المشرف العام
عدد المساهمات : 56 تاريخ التسجيل : 11/10/2009 العمر : 39 الموقع : www.elantony.own0.com
| موضوع: الجندى المهزوم.... الأحد أكتوبر 11, 2009 5:35 pm | |
| قصة حقيقية إبان الحرب الأمريكية في فيتنام ، رن جرس الهاتف في منزل من منازل أحياء كاليفورنيا الهادئة ، كان المنزل لزوجين عجوزين لهما ابن واحد مجند في الجيش الأمريكي ، كان القلق يغمرهما على ابنهما الوحيد ، يصليان لأجله باستمرار ، وما إن رن جرس الهاتف حتى تسابق الزوجان لتلقى المكالمة في شوق وقلق. الأب : هالو .... من المتحدث ؟ كلارك : أبى ، إنه أنا كلارك ، كيف حالك يا والدي العزيز؟ الأب : كيف حالك يا بني ، متى ستعود ؟
[b]الأم : هل أنت بخير ؟
كلارك : نعم أنا بخير ، وقد عدت منذ يومين فقط . الأب : حقا ، ومتى ستعود للبيت ؟ أنا وأمك نشتاق إليك كثيرا. كلارك : لا أستطيع الآن يا أبي ، فإن معي صديق فقد ذراعيه وقدمه اليمنى فى الحرب وبالكاد يتحرك ويتكلم ، هل أستطيع أن أحضره معي يا أبى ؟ الأب : تحضره معك ؟ كلارك : نعم ، أنا لا أستطيع أن أتركه ، و هو يخشى أن يرجع لأهله بهذه الصورة ، ولا يقدر على مواجهتهم ، إنه يتساءل : هل يا ترى سيقبلونه على هذا الحال أم سيكون عبء وعالة عليهم ؟ الأب : يا بنى ، مالك وماله؟ اتركه لحاله ، دع الأمر للمستشفى لتتولاه ، ولكن أن تحضره معك ، فهذا مستحيل ، من سيخدمه ؟ أنت تقول إنه فقد ذراعيه و قدمه اليمنى ، سيكون عاله علينا ، من سيستطيع أن يعيش معه ..... كلارك .... هل مازلت تسمعني يا بنى ؟ لماذا لا ترد ؟ كلارك : أنا أسمعك يا أبي ؟ هل هذا هو قرارك الأخير ؟ الأب : نعم يا بنى ، اتصل بأحد من عائلته ليأتي ويتسلمه و دع الأمر لهم. كلارك : و لكن هل تظن يا أبي أن أحد من عائلته سيقبله عنده هكذا ؟ الأب : لا أظن يا ولدى ، لا أحد يقدر أن يتحمل مثل هذا العبء كلارك : لا بد أن أذهب الآن وداعا. و بعد يومين من المحادثة ، انتشلت القوات البحرية جثة المجند كلارك من مياه خليج كاليفورنيا بعد أن استطاع الهرب من مستشفى القوات الأمريكية و انتحر من فوق إحدى الكباري.
دعي الأب لاستلام جثة ولده .... وكم كانت دهشته عندما وجد جثة الابن بلا ذراعين ولا قدم يمنى ، فأخبره الطبيب إنه فقد ذراعيه وقدمه في الحرب ، عندها فقط فهم ، لم يكن صديق ابنه هذا سوى الابن ذاته ( كلارك) الذي أراد ان يعرف موقف الأبوين من إعاقته قبل أن يسافر إليهم ويريهم نفسه.
إن الأب في هذه القصة يشبه الكثيرين منا ، ربما من السهل علينا أن نحب مجموعة من حولنا دون غيرهم لأنهم ظرفاء أو لأن شكلهم جميل ، ولكننا لا نستطيع أن نحب أبدا " الغير كاملين " سواء كان عدم الكمال هذا في الشكل أو في الطبع أو في التصرفات. فى زمن الرب يسوع كان هناك العشارين و الخطاة و أهل السامرة وكانوا من الفئات المكروهة جدا ، ولكن أتعلم ماذا كان يفعل الرب يسوع؟
لقد كان يعرف تماما إنه ليس هناك إنسانا ــ مهما كان خاطئا ــ سيئ مائة بالمائة ، لذا كان يبحث عن ( الشيء الجيد ) في كل إنسان حتى ولو كان بنسبة ضئيلة جدا ، كان لا يجعل الآخرين يدركون عيوبهم ونقصهم ، لذا كسب السيد المسيح كل من تعامل معه ، لقد أكل مع الخطاة و العشارين و دافع عن المرأة الخاطئة وامتدح إيمان المرأة السامرية ، وتعطف على البرص والخطاة و شفاهم صلو من اجل ضعفى انا الخاطى | |
|